الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فظاهر السؤال عن جواز الأكل من طعام أهل الميت، والمراد بهم الضيوف الذين يأتون إلى أهل  الميت للتعزية فيه، فقد جرت العادة أن اهل الميت يصنعون طعاما لأنفسهم ومن يشاركونهم في العزاء من الأقارب والجيران والضيوف الذين يأتون من أماكن بعيدة.

والجواب: إن أهل الميت لا ينبغي لهم صنع الطعام، بل الواجب أن يَصْنَعَ لهم الطعامَ أقاربُهم أو جيرانُهم أو أصدقاؤُهم، والأصل في هذا قول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فيما رواه عبدِ اللهِ بنِ جَعفرٍ-رضي الله عنهما-: «اصنعُوا لآلِ جَعفَرٍ طعامًا؛ فقد أتاهم ما يَشْغَلُهم، أو أمْرٌ يَشْغَلُهم»^([1])، فدل هذا على أن أهل الميت لا يصنعون الطعام، بل يُصنع لهم.

أما السؤال عن جواز أكل المُعزِّينَ والضيوف من الطعام الذي يُصنع لأهل الميت فلا حرج فيه-إن شاء الله-، المهم عدم المبالغة في صنع هذا الطعام؛ لأن المهم الترحم على الميت، والدعاء له بالمغفرة.

والله -تعالى- أعلم.

[1] أخرجه أبو داود (3132)، والترمذي (998)، وابن ماجه (1610)، وأحمد (1751). قال الترمذي: “حسن صحيح”، وحسَّن إسنادَه ابنُ كثير في إرشاد الفقيه (1/242)، وصحَّحه ابن الملَقِّن في البدر المنير (5/355)، وصحَّح إسنادَه أحمد شاكر في تحقيق مسند أحمد (3/194)، وحسَّن إسناده ابن باز في مجموع فتاواه (13/396)، وحسَّن الحديث الألباني في صحيح سنن أبي داود (3132).