سؤال من الأخ أيمن من الجزائر، يقول: تحصلت علی بطاقة الخدمة الوطنیة بالغش والکذب، وبعد مدة عام تقریبًا وجدت عملًا في شرکة، وطلبوا مني تلك البطاقة ودفعتها في الملف، وتلك البطاقة لیست مهمة؛ لأن معي عمالًا لیس لدیهم تلك البطاقة، أعملي حلال أم حرام؟ وهل أترك العمل؟

حكم العمل ببطاقة خدمة وطنية مزورة

الحصول على بطاقة الخدمة المدنية عن طريق الغش والكذب لا يجوز؛ لما فيه من التعدى على الحقوق، وفقدان الأمانة، وهو محرم بكل المقاييس؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( مَن غَشَّ فليسَ مِنِّا)([1])، وقوله-عليه الصلاة والسلام-: ( وما يزال الرَّجل يصدق، ويتحرَّى الصِّدق حتى يُكْتَب عند الله صدِّيقًا. وإيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا)([2])، والبطاقة المشار إليها أصبحت جزءًا من وثائق تعيين الأخ لدى الشركة، والمفترض أنها بنت عليها علاقتها معه، فالواجب في هذه الحالة إبلاغ الشركة لسحب هذه البطاقة، فإن قبلت باستمراره معها في وظيفته فلعل في ذلك تجاوزًا عما حدث من خطأ، وإن لم تقبل فلعل الله أن يعوضه خيرًا، بعد أن يستغفر الله ويتوب إليه ويصدق معه فيما يقول ويفعل. والله -عز وجل- يغفر للمستغفرين ويتوب على التائبين من عباده، ويرزق المتقين منهم؛ كما قال -جل ثناؤه-: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2-3]، وقوله –سبحانه-: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4].

والله -تعالى- أعلم.

 

[1] رواه مسلم رقمه (102).

[2] متفق عليه ، اخرجه البخاري(6094) وأخرجه مسلم (2607).