الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فإن الله -عز وجل-أكد أموال اليتامى وأمر بالحفاظ عليها؛ لصغرهم وضعفهم والخشية من استغلالهم، فقال -تقدس اسمه-: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا)(النساء:2) ففي هذه الآية وجوب إعطاء اليتامى أموالهم؛ لأنها حق لهم وليست للأولياء، والمعنى عليكم أيها الأولياء عدم تبديلها بأخذ الطيب منها وترك الرديء من أموالكم، لهم هذا إذا كان القصد من التبديل أخذها للأولياء، فهذا حوب أي إثم كبير، أما إذا كان المراد تنميتها فعلى الأولياء فعل ذلك، والمراد من أكلها عدم خلطها مع أموال الأولياء فيأكلونها كأنها أموالهم، هذا في حق المال، أما في الحقوق الأخرى لليتيم فتتمثل في رعايته، وحفظه، وتعليمه، وتأديبه، وتهيئته للحياة، إلى أن يبلغ مبلغ الرجال، فالولاية على اليتيم أمانة ومسؤولية كبرى لا تنفك عن الولي، إلا إذا قام بها كما يجب أن تكون عليه.