نواقض الوضوء هي: ما خرج من السبيلين، والنوم، وما يخرج من نجاسة من البدن، وأكل لحم الإبل، ومس المرأة بشهوة، ومس الفرج دون حائل، والارتداد عن الإسلام. وليس من نواقض الوضوء الكلام الفاحش أو البذيء، سواء أسرّ به صاحبه في نفسه أم جهر به. وإذا كان الكلام الفاحش أو البذيء لا ينقض الوضوء، فإنه ليس من صفات المسلم، فإن كان هذا الكلام مجرد غيبة فقد حرم الله اغتياب المسلم لأخيه المسلم في قوله عز وجل: {وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}([1]). وإن كان يقصد به صاحبه إيذاء غيره ففي هذا إثم عظيم لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}([2]). وإن كان ذمًا أو قدحًا في عرض أخيه فهذا أيضًا محرم لقول رسول الله ﷺ: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام) الحديث([3]). وإن كان مجرد سباب فالسباب ليس من صفات المسلم، لقول رسول الله ﷺ: (ليس المسلم بالطعان، ولا الفاحش ولا البذي)([4]).
([1])سورة الحجرات من الآية 12.
([3]) أخرجه البخاري في كتاب العلم، باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب، فتح الباري، ج1 ص240، برقم (105).
([4]) أخرجه الترمذي في كتاب البر والصلة، باب ما جاء في اللعنة، سنن الترمذي، ج4 ص308، برقم (1977)، وقال حسن غريب.