الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالقرآن كتاب الله المنزل، أعظم وأكرم كتاب، أنزل على نبينا محمد-صلى الله عليه وسلم-، قال فيه-عز وجل-: ﴿ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ (البقرة:2)، وقال فيه-عز ذكره-: ﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾ (الإسراء: 9)، وقال-تقدس اسمه-: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ﴾ (الإسراء:82)، والآيات في فضل القرآن كثيرة، مما يقتضي تعظيمه وتكريمه.
هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخ فالجواب أنه إذا كان يقرأ القرآن عن ظهر قلب فلا حرج عليه-إن شاء الله-، إذا كانت ثيابه غير طاهرة، ولكن الأفضل لمن يقرأ القرآن أن يكون متطهرًا؛ لأنه يقرأ كلام الله، فليس من شيء في الوجود أعظمَ من القرآن ومُنزله، فإذا كان العبد يتطهر ويتزين في أمور الدنيا فأحرى به أن يتطهر وهو يقرأ كلام الله.
أما إذا كان القارئ للقرآن يمس المصحف فلا يجوز له هذا المس إلا وهو طاهر، والأصل فيه قول الله-عز وجل-: ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ (الواقعة:77-79).
فالحاصل: أن الأخ إذا كان يقرأ القرآن عن ظهر قلب فلا حرج عليه إن كانت ملابسه غير طاهرة، أما إذا أراد قراءة القرآن في المصحف فلا يجوز له مسه إلا وهو طاهر. والله-تعالى-أعلم.