الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،
فالمعاشرة الحسنة التي أمر الله بها الزوجين في قوله جل في علاه : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)(النساء:19) تشمل كل ما يوجد المحبة بين الزوجين سواء في القول أو الفعل ومن حسن المعاشرة أن يكون الزوج مع زوجته في فراشهما لأن هذا الفراش محل المودة والسكينة التي جعل الله الزواج سببا لها وجعلها من آياته في قوله عز ذكره : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(الروم:21). فكلما ابتعد الزوج عن زوجته أو ابتعدت الزوجة عن زوجها انتفت هذه المؤدة والرحمة فيكون الزواج من أساس بلا معنى .
هذا في عموم المسألة : أما عن سؤال الأخت فقد يكون انعزال الزوج عن الفراش كما قالت خشية بكاء الأطفال ومن المعلوم لنا جميعا أن الأم تتحمل العبء في مسألة الأطفال وبكائهم ونظافتهم ولهذا عظم الله عز وجل أمر الأم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أَبُوكَ”([1]). فالأم أساس في رعاية الأطفال ناهيك أن الأب ينال القسط الأكبر من التعب في تحصيل رزقه ومن يعول وهذا بلا شك عبء ثقيل . لهذا لا خوف على الأم من زوجها وعليه مراعاة شعورها والحكم في ذلك المعاشرة الحسنة التي أمر الله بها فأمره الحق هذا من جهة دين وعلى الأخ مراعاة شعور زوجته وتحمل جزء من مشقة الأطفال فالأمور لا تسير إذا كان كل من الزوج والزوجة لا يتحمل بعضها البعض.
والله تعالى أعلم
[1] -أخرجه البخاري (5971)، ومسلم (2548).