الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فالأصل أن تكليف العبد بالعبادة مبني على استطاعته وقدرته على أداء ما كلفه الله به، والاستطاعة معلومة من القدرة ومن وجود الحركة فإذا فقد العبد هذه الاستطاعة أي القدرة على الحركة فهو سقط عنه التكليف لأن الله عزوجل أعظم وأجل من أن يكلف عباده ما لا يقدرون عليه فهذا معلوم من الدين بالضرورة لقول الله تعالى: ” لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا”(البقرة:286) وقوله جل في علاه:” فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ”(التغابن:16)وقوله تقدس اسمه:” لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ”(النور:61) وقوله نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبوهريرة رضي الله عنه:” إِذَا نَهَيْتُكُمْ عن شيءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وإذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ “([1]).
هذا في عموم المسألة، أما بالنسبة للسؤال فإن كان لدى المريضة مرافقة ترشدها وتخبرها عن وقت الصلاة مثلا فهذا خير، أما إن كانت لا تستطيع الحركة فلا يجب عليها الوضوء ولا الصلاة، المهم أن تتحفظ وتنوي الوضوء والصلاة في نفسها حتى يأذن الله لها بالشفاء.
[1] أخرجه البخاري (7288)، ومسلم (1337).