الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،
أما بعد:
فالواجب على من يسمع النداء للصلاة أن يتوقف عن كل ما يخالف الأذان ذلكم أن النداء للصلاة تعظيم لمن فرضها فعلى المسلم حين يسمع النداء للصلاة أن يردده مع المؤذن والأصل فيه مارواه عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “إذا سمعتُم المؤذنَ فقولوا مثلَ ما يقولُ ، ثم سلوا اللهَ لي الوسيلةَ فإنها درجةٌ في الجنةِ لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد اللهِ وأرجو أن أكونَ أنا ذلك العبدُ ، فمن سألَ اللهَ لي الوسيلةَ حلّتْ عليه شفاعتي يومَ القيامةِ”([1]) وما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “من سمعَ النِّداءَ فلم يأتِهِ فلا صلاةَ لَه إلَّا من عُذرٍ”([2]).
هذا في العموم أما عن السؤال فإن من يشوش على الأذان سواء كان ذلك مباشرة أو غير مباشرة يعد آثما ومتعاونا على الإثم لقول الله تعالى : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)(المائدة:2).
***
استخدام الهاتف أثناء قيادة السيارة
- سائل من الجزائر يسأل ويقول: ما حكم استخدام الهاتف أثناء قيادة السيارة؟، هل المستخدم آثم؟.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب: أنه لا يجوزُ؛ لأن في هذا خطرًا على من يقود السيارة وهو على تلك الحال، وخطرًا على المارة والسيارات التي تسير حوله.
والأصل أن من يقود السيارة، ويتحدث في الهاتف؛ يتحمل النتيجة في وقوع الحادث؛ لأنه مشغول بالهاتف أثناء القيادة؛ لأن الله -عز وجل- لم يجعل للإنسان إلا قلبا واحدا كما قال -عز ذكره-: ﴿مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ﴾ (الأحزاب: 4)؛ لهذا يأثم إثما كبيرا من يتحدث في الهاتف أثناء قيادة السيارة. والله-تعالى-أعلم.
[1] -أخرجه مسلم (384) باختلاف يسير.
[2] – أخرجه أبو داود (551) مطولاً، وابن ماجه (793) واللفظ له.