سؤال من الأخت” S.m ” من الجزائر تقول: لو سمحتم فضيلة الشيخ عندي صيام أيام دين، ولم أقضها بعد ودار عليها الحول، علما أن العام الماضي كنت مرضع، والآن حامل في الشهر السادس لم أقوَ على الصيام جربت أصوم ولكن أستفرغ -أكرمكم الله- هل علي القضاء وإخراج صدقة أو ما الحل؟

من عليها أيام من صيام شهر رمضان ودخل رمضان ولم تقضها

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الأمين محمد وعلى آله وأصحابه من اقتفى أثرهم إلى يوم الدين، أما بعد:

فالواضح من السؤال أن على الأخت دين من صيام شهر رمضان الفائت، وكانت ترضع والآن تستفرغ.

والجواب في العموم أن من أفطر في رمضان ينظر فيما إذا كان أفطر لعذر أو لغير عذر، فإن كان لغير عذر فعليه التوبة إلى الله لشروطها الثلاثة وهي: الندم على ما فات والعزم على عدم العودة إليه والإقلاع عن المعصية، وعليه كذلك الاستغفار؛ لأن رمضان ركن من أركان الإسلام، ولا يصح إسلام العبد إلا به ما لم يكن له عذر. والأصل في هذا قول الله تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ} [البقرة:185]، وقوله جل في علاه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183].

أما إن كان ترك الصيام لعذر مشروع كالمرض أو السفر فعليه القضاء لقول الله تعالى: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة:185]. والمعنى أن من كان مريضا أو مسافرا عليه أن يقضي ما فاته بعد صحته أو عودته من السفر.

هذا في العموم: أما ما ذكرته الأخت عن إرضاع ولدها إذا خافت عليه فعليها القضاء، وأما بالنسبة لكونها تستفرغ من حملها فهذا عذر مشروع، وعليها القضاء إذا أحسنت حالتها.

فالحاصل: أن عليها أن تقضي ما فاتها بسبب إرضاع ولدها، وتقضي الأيام التي عليها إذا أحسنت صحتها من الاستفراغ، والمعنى أن عليها القضاء.

والله -تعالى- أعلم.