الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد سبق أن ذكرنا أن الاحتفاء بالمولد النبوي من البدع المستحدثة، وأنه لا يجوز؛ لأنه لم يكن معلوما في زمن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أو خلفائه، أو صحابته، ولم يكن كذلك معلوما عند السلف الصالح من المسلمين، وإنما استحدثته الطوائف، وقد أمر رسول الله-صلى الله عليه وسلم-باتباع سنته وسنة خلفائه، فلم يكن هذا من سنته، فلو كان هذه من السنة لَبَيَّنَهُ؛ لأنه-عليه الصلاة والسلام-بَيَّنَ ما يجب على المسلم في دينه، كما بَيَّنَ-عليه الصلاة والسلام-أن كل أمر خلاف هذه السنة يعد مردودا على صاحبه، فيما روته أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها-أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: «من عمل عملًا ليس عليه غيرُ أمرِنا فهو رَدٌّ»([1]). والله-تعالى-أعلم.
[1] أخرجه البخاري (2697)، ومسلم (1718).