سؤال من الأخت “n.n” من الجزائر تقول فيه: ما حكم الشريعة في زوج اعتاد مشاهده الأفلام الإباحية، مما يجعله دائم البعد عن زوجته، ويهجرها في الفراش، ويحرمها من حقها الشرعي في الفراش؟.

حكم من يشاهد الأفلام الإباحية ويترك معاشرة زوجته

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب: أن ما ذكرته السائلة عن زوجها يعد من الفسق، والإخلال بالأخلاق، فالمفترض في المسلم أن يطهر نفسه من الأفلام الإباحية، وأن يكون زوجا صالحا في أخلاقه ومعاملاته، ويكون مع زوجته، والحياة الزوجية الصحيحة لا تبنى على ما ذكر، وقد أمر الله-عز وجل-المؤمنين بغض أبصارهم عن المحرمات، قال-عز ذكره-: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ (النور: 30).

وقد أَتْبَعَ الله-عز وجل-الأمر بغض البصر بحفظ الفرج؛ لأن عدم غض البصر قد يكون سببا لعدم حفظ الفرج، والمعنى: أن هذه الأفلام الإباحية من الفواحش التي حرمها الله، فلا يجوز للمسلم الغيور على دينه وعلى أهله مشاهدتها؛ لأن ذلك أضمن لقيام أسرة صالحة.

فالحاصل: أن على الزوجة أن تنصح زوجها، فتدعوه إلى الكف عن هذه المحرمات، فإن قَبِلَ ذلك فهو خير له، وإن لم ينته فترفع أمره إلى الحاكم الشرعي. والله-تعالى-أعلم.