سؤال من الأخت ” n.n” من الجزائر تقول فيه: لو دفعت مبلغا من المال لشخص؛ لكي يشفع لي في التعيين في وظيفة حكومية، هل يجوز؟.

حكم الشفاعة للحصول على وظيفة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب: أن هذا لا يجوز، بل هو محرم، والأصل في هذا ما رواه أبو هريرة-رضي الله عنه-أن رسول الله-صىلى الله عليه وسلم-“لَعَنَ الراشي والمرتشي والرائش”([1])، والرائش هو الوسيط بينهما، فالرشوة من الآثام؛ لأنها تؤدي أحيانا إلى سلب الحقوق من أصحابها، فهي بهذا إثم للشافع والمشفوع له.

هذا في عموم المسألة، أما بالنسبة للسؤال فإذا كان أحد يشفع له رحمةً به، ودون التعرض للقواعد والأحكام التي تنظم الحقوق، فلا حرجن والأصل فيه ما رواه أبو موسى الأشعري-رضي الله عنه-: انَ رَسولُ اللَّهِ-صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-إذَا جَاءَهُ السَّائِلُ، أوْ طُلِبَتْ إلَيْهِ حَاجَةٌ قَالَ: «اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، ويَقْضِي اللَّهُ علَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما شَاءَ»([2]). والله-تعالى-أعلم.

 

[1] أخرجه الإمام في المسند برقم (22399) ضعفه الألباني في غاية المرام، (٤٥٨).

[2] أخرجه البخاري (1432).