سؤال من الأخت” N.n” من الجزائر تقول: عندي دين رمضان لم أقضه وحاليا لم أستطع قضاءه لأسباب صحية فكيف أقضيه؟

المريضة التي لم تصم بسبب استمرار مرضها

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فالأصل أن صيام شهر رمضان فرض عين على كل مكلف من المسلمين وفي هذا قال الله جل في علاه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183]. وقال تقدس اسمه: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة:185]. ووجوب هذا الفرض يتطلب المقدرة على الصيام فمن لم يقدر عليه لسفره أو مرضه فليفطر، ويصوم بعد عودته من السفر وبعد شفائه من المرض، وفي هذا قال الله عز و جل: {لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} [النور:61].

هذا في عموم المسألة وبالنسبة للسؤال فإن كانت المريضة لا تستطيع الصيام لعدم قدرتها عليه بسبب مرضها فلا يلزمها إلى أن تشفى فالله عزوجل الرحيم الغفور لم يكلف عباده إلا ما يستطيعونه في قوله عز ذكره: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286].

والله تعالى أعلم