سؤال من الأخت ” N.a ” من الجزائر تقول: هل عمليات تكميم المعدة لإنقاص الوزن حرام، ويعد من تغيير خلق الله حتى لو كانت المرأة تعاني من الزيادة المفرطة في وزنها؟

حكم تكميم المعدة لإنقاص الوزن

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فالمراد من التكميم الوارد في السؤال تصغير حجم المعدة مع إزالة الجزء المحتوي على هرمون الجريلين، وهو الهرمون المسئول عن الشعور بالجوع، والهدف من عمليات تكميم المعدة، هو التحكم في كميات الطعام المتناولة وزيادة الإحساس بالشبع حتى يأخذ الجسم فرصته في التخلص من الدهون الزائدة، وينجح في إنقاص الوزن الزائد والانتقال من مرحلة السمنة المفرطة إلى مرحلة الوزن المثالي([1]).

 والجواب: أن هذه المسألة طبية يمارسها الأطباء والجراحون ويلجأ إليها بعض الأشخاص لإنقاص وزنهم؛ خشية من آثاره ومع أن الذين يقومون بهذه العمليات يؤكدون أنه لا ضرر منها، وإن أخذ جزء من المعدة لا يؤثر الجسد، ولا على أي عضو منه.

ومع ما قيل عن فوائد هذه العمليات إلا أنه لا شك من وجود آثار لهذه العمليات سواء في العاجل أو الآجل؛ لأن الله عز وجل خلق الإنسان وصوره في أحس خلق وأحس صوره قال عز وجل: (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) (غافر:64)، وقوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين:4)، فدل هذا على أن أي تصرف في الجسم خلاف خلقه وصورته وتقويمه، يعد خطرا وتعد عليه رغم ما يقال عن فوائد هذا التكميم.

ولمواجهة زيادة الوزن في الجسم، ينبغي للإنسان تنظيم طعامه وشرابه وممارسة الرياضة والألعاب التي تخفف من الدهون المترسبة في الجسم، وقد أثبتت هذه الممارسة تنظيم الوزن وإعادة الجسم إلى حالته الطبيعية دون حاجة إلى هذا التكميم.

هذا من حيث العموم: أما عن السؤال فالجواب أنه لا يجوز التعرض للجسم للجراحة إلا في الحالات المشروعة، كحالات المرض والضرورة كحالات الحوادث ونحوها.

والله تعالى أعلم.

[1] ينظر: المعجم الطبي الموحد (ط. الرابعة). منظمة الصحة العالمية. ص. 820.