سؤال من الأخت” M.i ” من الجزائر تقول: هل يجوز الدعاء على الأبناء ومقاطعتهم بسبب ترك الصلاة وإهمالها؟

دعاء الوالدين على أولادهم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،

فالواضح من السؤال دعاء الوالدين على أولادهم لتركهم الصلاة.

والجواب: أن الله عز وجل عظم أمر الصلاة وجعلها أحد أركان الإسلام وتركها يعد من الكبائر وهذا الترك على نوعين:

الأول: التعمد لتركها وجحود حكمها فهذا يعد كفرا يعامل صاحبه معاملة الكافر والأصل في ها قول الله تعالى: (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا، إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا) (مريم:59-60)، وقد أمر الله جل في علاه بإقامة الصلاة في قوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ) (البقرة:43)، كما بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الصلاة أحد أركان الإسلام الخمسة في قوله فيما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ.”([1])، والمسلم يعلم بالضرورة أن الصلاة من دين الإسلام وأن تعمد تركها يعد كفرا وأن من يتهاون في إدائها يتعرض لعذاب شديد.

أما ترك الصلاة تهاونا وغفلة فهذا مما يعاقب الله عليه بالعذاب الشديد كما قال جل في علاه: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) (الماعون:4-5).

هذا في عموم المسألة بإيجاز، أما الجواب على السؤال: فلا يجوز للوالد أن يدعو على ولده والأصل في هذا ما رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَمْوَالِكُمْ لا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ”([2])، والواجب على الوالدين في المسألة أن يدعوان أولادهما بأنفسهماويرشدانهم ويعلمانهم أن ترك الصلاة فيه خطر عليهم وأن من الخير لهم أن يتوبوا إلى الله ويستغفرواه على ما فعلوه ويجددوا التوبة، هذا هو الواجب على الوالدين.

فالحاصل أن حرص الوالدين على أولادهما لكي يعودوا بما يجب عليهم من دينهم إلا أن الوسيلة لا تكون بالدعاء عليهم أو مقاطعتهم بل عليهم الدعاء لهم هذا هو الواجب عليهما.

والله تعالى أعلم

 

[1] أخرجه البخاري (8)، ومسلم (16).

[2] أخرجه مسلم (3009).