الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،
فظاهر السؤال أن الأخت حين تقرأ القرآن في بيتها تقرؤه بصوت جَهْوَرِيٍّ، فيتأذى جيرانها من الصوت المرتفع في القراءة.
والجواب: أن هذا لا يجوز، فالقرآن الكريم لا يؤذَى به، فقد نزله الله لرحمة وسكينة عباده وسعادتهم، والأصل ألا يؤذي المسلم جيرانه بأي وسيلة بما في ذلك القرآن الكريم؛ لما روى أبو سعيد الخدري-رضي الله عنه-قالَ: اعتَكفَ رسولُ اللَّهِ-صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ-في المسجدِ، فسمِعَهم يجْهَرونَ بالقراءةِ، فَكشفَ السِّترَ، وقالَ: «ألا إنَّ كلَّكم مُناجٍ ربَّهُ، فلا يُؤْذِيَنَّ بعضُكم بعضًا، ولا يرفعْ بعضُكم على بعضٍ في القراءةِ»([1])، وعلى هذا ينبغي لجيران الأخت نصُحها وإشعارُها بأن رفعها للصوت المؤذي لجيرانها لا يجوز، فهي وإن كانت ترى ذلك حسنا فيجب إشعارها أن ذلك لا يجوز. والله-تعالى-أعلم.
[1] أخرجه أبو داود (1332)، واللفظ له، وأحمد (11896)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم (1332).