سؤال من الأخت ” m.a “من الجزائر تقول: أنا مصابة بمس من الجن وأريد الزواج فهل يجوز لي إخفاء الأمر على الخاطب لأني لو أفصحت عن المشكلة فلا يتقدم لي أحد؟

حكم إخفاء مرض المخطوبة عن الخاطب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،

فالخطبة للزواج تعبير متبادل بين الخاطب والمخطوبة كلاهما يرغب من الآخر، وبعد افتراض سلامته من العيوب، فالخاطب لا يتصور أن في خطيبته عيب، فإذا عرف أن فيها عيبا فله الخيار إما الاستمرار في خطبته، وقبوله للعيب أو الامتناع عن الاستمرار في خطبته، والأمر كذلك بالنسبة للمخطوبة فهي تتصور سلامة خاطبها من العيوب، هذا هو الأصل والمعلوم بين الخاطبين وأسرهما.

أما الجواب عن السؤال: فالواجب على المخطوبة أن تبلغ خطيبها عما تعانيه من مرض فذاك هو الأصل؛ لأن المفترض أن يكون كل من المخطوبة وخاطبها صادقين وقد أمر الله بالصدق في قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة:119)، ونهى عز وجل عن الكذب بقوله: (إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ، مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النحل:116-117)، والآيات التي توجب الصدق كثيرة.

فالحاصل أن إخفاء عيب المخطوبة لا يجوز فهو غش وكذب وقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الغش بقوله فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-: “من غشنا فليس منا”([1]).

والله تعالى أعلم

[1] أخرجه مسلم في صحيحه (146).