سؤال من الأخت” i.q” من الجزائر تقول فيه: هل قراءة الفاتحة والقرآن على روح الميت تنفعه؟.

حكم قراءة سورة الفاتحة والقرآن على روح الميت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب: أنه لم يرد أثر عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أو خلفائه أو أصحابه أو علماء السلف أن قراءة الفاتحة والقرآن الكريم إلى روح الميت تنفعه، فالذي ينفعه-والله أعلم-العمل الصالح الذي عمله في حياته من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، كما قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فيما رواه أبو هريرة-رضي الله عنه-: «إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له»([1])، والمعنى: أنه ينفع الميت الدعاءُ والصدقةُ عنه، ووفاءُ دينه إذا كان عليه دَيْنٌ، ورَدُّ الغصوبِ والمظالمِ إذا كان قد فعل ذلك، كما ينفعه الحج عنه إذا لم يكن قد حج، وكذا العمرة، وكل عمل صالح، أما تلاوة الفاتحة والقرآن الكريم على روحه فمن البدع التي  يعملها العامة، فلا تجوز، والأصل في هذا قول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فيما رواه عبد الرحمن بن عمرو السلمي-رضي الله عنه-: «إيَّاكم ومحدَثاتِ الأمورِ؛ فإنَّ كلَّ مُحدثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النَّارِ»([2])، وقوله-عليه الصلاة والسلام-فيما روته أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها-: «مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ فَهو رَدٌّ»([3]).

فالحاصل جوابا عن سؤال الأخت السائلة: أن قراءة الفاتحة والقرآن الكريم على روح الميت لا تجوز، وأنها من البدع والمحدثات التي يجب اجتنابها. والله-تعالى-أعلم.

[1] أخرجه مسلم (1631).

[2] أخرجه أبو داود (4607)، واللفظ له، وأحمد (17185)، صححه الألباني في صلاة التراويح (٨٦).

[3] أخرجه البخاري (2697)، ومسلم (1718).