الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فالسؤال عما إذا كان يجوز لإمام المسجد أن يمنع إقامة الحفلات فيه؟
والجواب: إن المساجد لله عزوجل لقوله جل في علاه:” وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا “(الجن:18)،فهذه المساجد بيوت الله في الأرض فلا يجوز فيها إلا الصلاة والذكر والتحميد والتسبيح ونحو ذلك من أنواع العبادة قال ربنا تقدس اسمه:” فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ، رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ”(النور:36-37)فإذا كان الاجتماع في المسجد للذكر والقراءة واستذكار شعائر الله فهذا جائز وإذا كان الاجتماع احتفالا بتخريج الطلبة الذين حفظوا القرآن الكريم أو كان الاجتماع لسماع قارئ أو محدث فهذا جائز.
أما إذا كان الاجتماع أو لما يسمى حفلات من أمور الدنيا كحفلات الزواج أو لتأييد انتخاب شخص أو أشخاص أو نحو ذلك فهذا لا يجوز لأن المساجد لا تبنى إلا لذكر الله.
هذا في عموم المسالة، أما بالنسبة للسؤال فإن كان المراد إقامة حفلات دنيوية، فلا يجوز ويحق لإمام المسجد منعها، أما إذا كان الاجتماع لأمر من أمور العبادة فيجوز إقامته في المسجد كما ذكر مع وجوب المحافظة على نظامة المسجد.
والله تعالى أعلم