سؤال من الأخت ” f.a” من الجزائر تقول: ما حكم إزالة المرأة الشعر الزائد عن جسمها بالليزر لدى طبيبة جلدية؟

إزالة المرأة لشعر جسمها بالليزر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،

فالجواب : أن الله جل في علاه خلق الإنسان في أحسن صورة وركبه أحسن تركيب وقومه أحسن تقويم وفضله على المخلوقات الأخرى  من الحيوانات وغيرها والآيات في هذا كثيرة منها قوله تعالى : (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ)(غافر:64). و قوله  جل في علا: (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ)(الانفطار:6-8) وقوله :عز ذكره : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)(التين:4). فاقتضى  هذا حكما عدم التغيير في هذا الخلق  لأن الإنسان أضعف ما يكون في هذا التغيير فلا حاجة له وقد يواجه الإنسان في حياته ما يظنه حرجا في جسمه كزيادة الشعر في جسمه وفي وجهه أو في عموم جسده إما بسبب حادث حدث له أو مرض أصيب فيه فيلجأ إلى التجميل ليسرف فيه ويسعى  إلى تغيير خلق الله .

 فالجواب: أنه إذا كان الشعر في الجسم  نتيجة  مرض يؤذيه  في جسمه أو نفسه ودل على ذلك سبب شرعي فيمكن له معالجة  هذا للضرورة .

 أما إذا كان المقصود التزين والبحث عن الجمال  ونحوه  فهذا لا يجوز فقد حكى الله عز وجل قول إبليس : (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ)(النساء:119).

 فالحاصل: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن وصل الشعر  بقوله فيما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:” لعنَ اللهُ الواشماتِ ، والمسْتَوْشِماتِ ، والنامِصاتِ ، و الْمُتَنَمِّصاتِ ، والْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ ، الْمُغَيِّراتِ خلْقَ اللهِ”([1] ).

هذا في عموم المسألة، أما عن السؤال فإذا كان المراد معالجة ضرر حدثت فهذا لا حرج فيه، أما إذا كان المراد التزين والبحث عن الجمال في الجسم فهذا لا يجوز لأنه من تغيير خلق الله وهذا محرم.

والله تعالى أعلم.

[1] أخرجه البخاري (4886)، ومسلم (2125) باختلاف يسير.