الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،
أما بعد:
فالجواب: أن الكذب محرم في كتاب الله وفي سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وفي إجماع الأمة أما الكتاب فقال جل في علاه:” إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ”(النحل:105) وقوله تقدس اسمه:” وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ “(الأنعام:21) وأما في السنة قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبوهريرة رضي الله عنه:” آيةُ المُنافِقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذَبَ، وإذا وعَدَ أخلَفَ، وإذا ائْتُمِنَ خان “([1]) وقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه:” عليكم بالصِّدق، فإنَّ الصِّدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وما يزال الرَّجل يصدق، ويتحرَّى الصِّدق حتى يُكْتَب عند الله صدِّيقًا. وإيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا”([2]).
وأما في إجماع الأمة فهي مجمعة في سلفها وخلفها على تحريم الكذب وكونه من الفسق ،والكذب لا يباح في المزاح أو اللهو واللعب إلا في حالتين : الكذب على الزوجة لكون ذلك مصلحة الزوجين والأسرة، والحالة الثانية : في إصلاح المتخاصمين وفي هذا مصلحة للأمة والبعد عن تفرقها.
فالحاصل : أنه يحرم الكذب في المزاح أو اللهو وإنما يجوز في الحالتين المشار إليهما.
والله تعالى أعلم
[1] أخرجه البخاري برقم: (33).
[2] أخرجه البخاري برقم: (6094)، ومسلم برقم: (2607).