سؤال من الأخت ” a.r” من الجزائر تقول فيه: هل تكفي التوبة فيما يتعلق بالحقوق المعنوية لمن خشي من وقوع مفسدة بإخبار صاحب الحق والاعتذار منه؟.

التوبة دون التحلل من المظلمة من صاحبها

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب:  أنه لا يجوز للإنسان أن يتعرض لإنسان آخر، سواءٌ كان هذا التعرض في حقوقه المادية أو المعنوية؛ لأن الأصل  المسالمة بين الإنسان وأخيه الإنسان، ومن هذا جاء الإسلام  بأهمية السلام، فإذا سلَّم الإنسان على آخر فكأنه يقول له: سلام عليك مني. وقد كان عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما -يخرج للسوق، وليس له غرض إلا السلام على من يلقاه([1]).

والتعرض للإنسان بأي صفة يعد إيذاءً له، يحاسب عليه في الدنيا والآخرة قال-عز وجل-: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾ (الأحزاب: 58).

ولهذا ينبغي لمن ظلم  غيره  أن يتحلل منه حتى لا يكون مدينا  له ليوم القيامة.

فالحاصل: أن هذا الاعتذار منه إذا كان يؤدي إلى إشكال معه، فيكتفي الفاعل بالتوبة، والدعاء والاستغفار له. والله-تعالى-أعلم.

[1] – أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه برقم (29068).