الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد بين الله عزوجل في كتابه العزيز المستحقين للزكاة، وهم ثمانية أولهم الفقراء والمساكين في قوله جل في علاه: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}، [التوبة:60]، فإذا ثبت أن الإنسان لا يملك ما يكفيه لطعامه وشرابه ولباسه وسكنه هو وعائلته، وجبت له الزكاة دون قيد عليه، فلا يسأل عما ينفقها فقد يسدد منها دينا عليه، وقد يبر منها أباه وأمه أو إخوته، فلا يكون عليه قيد إلا إذا ارتكب منكرا كالمخدرات، وما في حكمها والأصل في هذا قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لم نكلف أن نتتبع أسرار الناس”.
هذا في عموم المسألة، أما عن السؤال فالمهم في الزكاة صرفها للفقير والمسكين دون قيد عليه، أو تتبع تصرفه فيها، إلا إذا كان مشهورا بفسقه وارتكابه للمحظورات.
فالحاصل: أنه يجب أن يكون صرف الزكاة للفقير والمسكين دون قيد عليه، إذا لم يكن مشهورا بفسقه وارتكابه للمحظورات كالمخدرات.
والله -تعالى- أعلم.