الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب: أنه لا يجوز للمريض أن يتمنى الموت بسبب وَطْأَةِ المرض، فالواجب الصبر على المرض، فقد يكون فيه خيرٌ له في زيادة حسناته، أو تكفير سيئاته ، ففي الصبر على المرض أجر كبير، كما قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فيما رواه أبو هريرة-رضي الله عنه-: «ما يُصِيبُ المُسْلِمَ مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ، ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ»([1]).
فالحاصل: أنه لا يجوز للمريضة تَمَنِّي الموت، بل تصبر، وقد أعدَّ الله للصابر خيرا، وعليها أن تدعوَ الله في أوقات الإجابة بأن يرفع الله ما تعانيه، وقد تعهد-عز وجل-بإجابة السائل في قوله-عز ذكره-: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ (البقرة:186).
نسأل الله-عز وجل-بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، أن يشفي المرضى من مرضهم، إنه ولي ذلك، والقادر عليه. والله-تعالى-أعلم.
[1] -أخرجه البخاري (5642)، واللفظ له، ومسلم (2573).