سؤال من الأخت ” a.a” من الجزائر تقول فيه: لو دعوت ربي أن أموت لأني مريضة، ولا أتحمل آلام المرض، هل أكون آثمة؟.

المريض الذي يتمنى الموت بسبب وطأة المرض عليه

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب: أنه لا يجوز للمريض أن يتمنى الموت بسبب وَطْأَةِ المرض، فالواجب الصبر على المرض، فقد يكون فيه خيرٌ له في زيادة حسناته، أو تكفير سيئاته ، ففي الصبر على المرض أجر كبير، كما قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فيما رواه أبو هريرة-رضي الله عنه-: «ما يُصِيبُ المُسْلِمَ مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ، ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ»([1]).

 فالحاصل: أنه لا يجوز للمريضة تَمَنِّي الموت، بل تصبر، وقد أعدَّ الله للصابر خيرا، وعليها أن تدعوَ الله في أوقات الإجابة بأن يرفع الله ما تعانيه، وقد تعهد-عز وجل-بإجابة السائل في قوله-عز ذكره-: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ (البقرة:186).

نسأل الله-عز وجل-بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، أن يشفي المرضى من مرضهم، إنه ولي ذلك، والقادر عليه. والله-تعالى-أعلم.

[1] -أخرجه البخاري (5642)، واللفظ له، ومسلم (2573).