سؤال من الأخت” a.a ‎” من آلمانيا تقول: زوجي طبيب وعرض عليه عمل خيري في الكنيسة في ظاهره عمل خيري ولكن يقال أنه نشاط تبشيري تحت غطاء علاج المرضى المحتاجين هل عمله جائز أم لا؟

العمل الخيري في الكنيسة الذي باطنه التبشير

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،

أما بعد:

فالواضح من السؤال أن جهة ما عرضت على طبيب عملا خيريا لمعالجة المرضى والمحتاجين ولكن هذا العرض كما تقول السائلة غطاء لعمل تبشيري.

والجواب : أن الأصل اجتناب الشبهات  لما يؤدي عدم اجتنابها إلى آثار سيئة ذلكم أن الشيطان يتصيد العبد فيغريه بما يظنه خيرا وهو على غير ذلك وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم  من ذلك فيما رواه النعمان بن بشير رضي الله عنه بقوله : “إنَّ الحلالَ بيِّنٌ وإنَّ الحرامَ بيِّنٌ وبينهما أمورٌ مُشتبِهاتٌ لا يعلمهنَّ كثيرٌ من الناس فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهَاتِ: كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يُوَاقِعَهُ، ألَا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألَا إنَّ حِمَى اللَّهِ في أرْضِهِ مَحَارِمُهُ”([1]). ولأن العرض المشار إليه يهدف إلى الدعوة  إلى دين غير الإسلام فلا يجوز قبول العرض لما فيه من الشبهات.

والله تعالى أعلم

 

[1] – أخرجه البخاري برقم (52) ومسلم (1599).