القرآن كلام الله عز وجل، أنزله رحمة للعالمين وهدى للمتقين، ختم به الرسالات وأنزله على أشرف نبي ورسول هو محمد ﷺ، وهو محفوظ عند الله في اللوح لا يتعرض للتغيير أو التبديل أو التعديل، وقد بين الله فضله ومكانته. ومن عظمته ألا يمسه إلا طاهر. والأصل في هذا قول الله عز وجل: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيم}([1]). {فِي كِتَابٍ مَّكْنُون}([2]). {لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُون}([3]). {تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِين}([4]).
والأصل أيضًا قول رسول الله ﷺ: (لا يمس القرآن إلا طاهر)([5]). وجمهور علماء الأمة من السلف والخلف متفقون
على أنه لا يمس المصحف إلا طاهر([6]). فلا يجوز للمحدث من الحدث الأصغر أو الأكبر مسه إلا بعد أن يتطهر. ويستثنى من ذلك المحدث حدثًا أصغر إذا أراد أن يقرأ القرآن عن ظهر قلب؛ أما من عليه جنابة فلا يجوز له أن يقرأه مطلقًا حتى يتطهر.
وينبني على هذا أنه لا يجوز لصاحبة السؤال قراءة القرآن من المصحف أو الكراسة بدون وضوء، إذا كانت الكراسة تحتوي على القرآن أو سور منه.
([5]) أخرجه الدارقطني في سننه، باب في نهي المحدث عن مس القرآن، سنن الدارقطني، ج1 ص121-122، صححه الألباني في صحيح الجامع، (٧٧٨٠).
([6]) انظر: الفتاوى الهندية، ج1 ص43، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي، ج17 ص226، والمغني مع الشرح الكبير لابني قدامة، ج1 ص137، وشرح منتهى الإرادات للبهوتي، ج1 ص105.