سؤال من الأخت “ه.د” من الأردن تقول: زوجي يرفض ذهابي إلى السوق وأنا بحاجة لبعض الأغراض. هل أذهب وأشتري أغراضي بدون علمه؟

حكم خروج الزوجة دون إذن زوجها

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد،

فالجواب: الأصل أن تستأذن الزوجة زوجها فهذا حق من حقوق الزوج، ولكن يجب على الزوج ألا يتعسف في استعمال هذا الحق فللزوجة أن تخرج لزيارة أهلها أو أقاربها أو لشراء أغراض لها لا يشتريها إلا هي، فلا حرج على الزوجة إذا خرجت لهذه الأمور وهي متحجبة غير متعطرة، فلا ينبغي منعها أو الشك فيها فكان نساء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونساء الصحابة يخرجن لحاجتهن، فكان نساء الصحابة يداوين الجرحى في الحروب، ويساعدن المرضى، والشاهد فيه قول الرُّبيع بنت معوذ -رضي الله عنها-: “كنا نغزو مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فنسقي القوم، ونخدمهم، ونرد الجرحى والقتلى إلى المدينة([1])، وفي رواية أنس -رضي الله عنه- عن يوم أحد لما انهزم الناس: لَمَّا كانَ يَوْمُ أُحُدٍ، انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: وَلقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بنْتَ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمَّ سُلَيْمٍ وإنَّهُما لَمُشَمِّرَتَانِ، أَرَى خَدَمَ سُوقِهِما تَنْقُزَانِ القِرَبَ، وَقالَ غَيْرُهُ: تَنْقُلَانِ القِرَبَ علَى مُتُونِهِمَا، ثُمَّ تُفْرِغَانِهِ في أَفْوَاهِ القَوْمِ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآَنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهَا في أَفْوَاهِ القَوْمِ”([2]).

هذا في العموم، أما بالنسبة للأخت السائلة فلعل زوجها يتسامح في هذه الأمور.

والله تعالى أعلم.

[1] أخرجه البخاري، رقمه(5679).

[2] أخرجه البخاري، رقمه(2880).