الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
فظاهر سؤال الأخت أن عليها دينًا من صيام شهر رمضان، بمعنى أنها لم تصم أيامًا منه كله أو جزء منه. وقد جعل الله لعباده عذرًا في تأخير الصيام إذا كانوا مرضى أو على سفر، كما قال -عز وجل-: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة:186]. وصيام شهر رمضان أحد أركان الإسلام التي لا يقوم الإسلام إلا عليها، فلا يجوز التهاون أو التساهل في صيامه، ومن فعل ذلك متساهلًا عليه التوبة والاستغفار، وقد أباح الله لعباده تأخير الصيام إذا كان لعذر، كالمرض والسفر ونحو ذلك من الأعذار المشروعة كما ذكر، وما عدا ذلك من التهاون في الصيام يعد إخلالًا بإسلام العبد.
هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت فإن كان تأخيرها الصيام لعذر، كالمرض أو السفر فعليها أن تقضي ما فاتها من الصيام، أما إن كان تأخيرها الصيام لغير عذر فتطعم عن كل يوم مسكينًا وتقضي ما فاتها من الأيام.
والله -تعالى- أعلم