الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

  فمن غسل ميتًا استحب له أن يغتسل، وقال بهذا عدد من العلماء؛ لحديث أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:( من غسَّل ميتاً فليغتسل ، ومن حمله فليتوضأ)(^[1])،وتكلم أصحاب الحديث فيه وقيل بصحته، كما قيل بأن المراد منه الاستحباب وليس الوجوب. وعلى أي حال، فالراجح أن الاغتسال بعد غسل الميت سنة؛ لما روي عن عبد الله ابن عمر- رضي الله عنه- قال:” كنَّا نُغسِّلُ الميِّتَ ، فمِنَّا مَن يغتسِلُ ومِنَّا مَن لا يغتسِلُ”(^[2])، وقيل يتوضأ الغاسل.

 فالحاصل أن غسل الغاسل سنة ومن باب الاستحباب، أما الوضوء، فإن كان الغاسل مس عورة الميت وجب عليه الوضوء.

والله -تعالى- أعلم.

[1] أخرجه أبو داود (3161)، وأحمد (7689) باختلاف يسير، والترمذي (993) واللفظ له، وابن ماجه (1463) مختصرًا.

[2] أخرجه الدارقطني ( 191 ) والخطيب في ” تاريخه ” ( 5 / 424 ) بإسناد صحيح.