سؤال من الأخت هاجر من الجزائر، يقول: هل تجوز الرقية الشرعية وأنا بالعادة الشهرية؟

الرقية الشرعية حال الحيض

   الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد،

فالأصل أنه لا يجوز للحائض مس المصحف، أو قراءة القرآن من المصحف؛ لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئًا من القرآن )([1])، ولكن إذا وجدت آية أو آيات في الرقية الشرعية أو في رسالة أو في كتاب، فهذا لا يمنع من مسه أو قراءته، وقد ذهب  الإمام البخاري([2]) والإمام ابن حزم([3]) إلى جواز  القراءة للجنب،  كما يجوز للحائض أن تقرأ آية. قال الحافظ ابن حجر: لم يصح عند البخاري شيء من الأحاديث الواردة في منع الجنب والحائض من القراءة([4]).

   والحاصل أنه مع ما قاله بعض أهل العلم من الجواز للجنب والحائض من قراءة القرآن، إلا أن المرجح المستمد من الأحاديث ومما خصه الله بكتابه العزيز من الطهارة والتكريم، عدم جواز تلاوة القرآن إلا على طهارة، فلا يتلوه إلا متطهرًا؛ لقول الله -عز وجل-: (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ)(الواقعة:79).أما إذا كان العبد يقرأ آية أو آيات في كتاب أو رسالة أو صحيفة كالرقية الشرعية، فهذا لا حرج فيه إن شاء الله، إذا كان غير متطهر.

فيمكن للأخت أن ترقى الرقية الشرعية، ولو كانت عليها العادة الشهرية.

 والله – تعالى- أعلم.

[1] رواه الترمذي (131) وابن ماجه (595) والدارقطني (1/117) والبيهقي (1/89).

[2]  ((فتح الباري)) لابن حجر (1/408).

[3] ((المحلى)) (1/94).

[4] ((فتح الباري)) لابن حجر (1/408).