الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالأصل جواز التداوي بما هو مباح؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((تداووا ولا تتداووا بحرام))([1])، ومن التداوي المباح التداوي بالرقى الشرعية، المستمدة من كتاب الله أو من سنة رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- أو من الأدعية المأثورة، فإذا كانت الرقية الشرعية في الماء فيستعمل إما عن طريق شربه، وإما صبه على رأس المرقي؛ لما ورد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ في إناء من الماء فصبه على المريض([2])، وقد ذكر وهب بن منبه في علاج السحر مثلًا أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر ويدقه ثم يضربه بالماء ويقرأ فيه آية الكرسي، ثم يحسو منه ثلاث حسوات، ثم يغتسل به، فإنه يذهب عنه كل ما به([3])، هذا في العموم، وأما في سؤال الأخت فيجوز أن تصب على جسمها الماء المرقي فيه رقية شرعية دون تسخينه، وتعتقد أن الشفاء من المرض بيد الله -عز وجل- وأن ما يفعله العبد من التداوي بالأدوية والرقى سبب من الأسباب المشروعة. والله – تعالى- أعلم.
([1]) أخرجه أبو داود، كتاب: الطب، باب: في الأدوية المكروهة، برقم: (3874)، (6/23)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم: (1633)، (4/174).
([2]) أخرجه أبو داود، كتاب: الطب، باب: ما جاء في الرقى، برقم: (3885)، (6/33)، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة، برقم: (1005)، (3/55).