سؤال من الأخت ن.ي. من الجزائر، يقول: في صلاة ركعتي التوبة، موضع الاستغفار يكون قبل السلام أم بعده، علمًا بأن الحديث المشار إليه في هذا السياق ذكر الحرف ثم الذي يفيد الترتيب والتعقيب؟

موضع الاستغفار في ركعتي التوبة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فالأصل في ركعتي التوبة حديث أبي بكر -رضي الله عنه- أنَّهُ قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: ما مِن عبدٍ يذنبُ ذنبًا، فيُحسنُ الطُّهورَ، ثمَّ يقومُ فيُصلِّي رَكْعتينِ، ثمَّ يستغفِرُ اللَّهَ، إلَّا غفرَ اللَّهُ لَهُ، ثمَّ قرأَ هذِهِ الآيةَ:( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا على مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) ([1]).

وظاهر الحديث صلاة الركعتين ثم الاستغفار بعد السلام؛ بدليل كلمة (ثم) التي تدل على الترتيب. والأمر بالاستغفار في مسألة التوبة أمر عام، فكما  يكون بعد السلام يجوز أن يكون في سجود الركعتين؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:” أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ”([2]).

 

[1] صحيح سنن أبي داود للألباني رقمه (1521).

[2] صحيح مسلم رقمه (482).