سؤال من الأخت ن.ر. من الجزائر، تقول: تسأل إحدى قريباتي أنها تداوم في عملها منذ الآونة الأخيرة صباحًا فقط، بحكم مرضها بالتهاب المفاصل، وعدة أمراض أخرى أتعبتها، مع العلم أنها ملزمة بالعمل صباحًا ومساءً، لكنها تنهي عملها في الصباح ولا تذهب في المساء، ومدير إدارتها لا يحاسبها على ذلك، فما حكم عملها؟

العجز عن الوفاء بكامل العمل بسبب المرض

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فظاهر السؤال عن أخت لا تستطيع إكمال دوام عملها في المساء؛ نتيجة عدم قدرتها بسبب مرضها.

والجواب أن الله -عز وجل- لم يكلف عباده ما لا يطيقون، وأنه لا يكلف النفس إلا وسعها، فهو أرحم بعباده من أنفسهم، فلم يشق عليهم سواء في عبادته أم في شؤونهم الأخرى، قال -جل في علاه-: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] وقال -تعالى-: {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} [البقرة: 286] وقال: -عز ذكره-: {لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} [النور: 61]؛ فاقتضى هذا أنه إذا ثبت مرض الأخت فلا يجوز لها أن تتكلف ما لا تطيق، وخاصة أنها تنهي كامل عملها في الصباح، ورئيسها يعلم ذلك، فلا حرج عليها إذا اكتفت بعملها في الصباح.

والله – تعالى- أعلم.