سؤال من الأخت “ن.ة” من الجزائر تقول فيه: شيخنا الكريم عندي سؤال من فضلكم وهو : سمعنا سابقا أنه لايجوز وضع الحمام وبناءه تجاه القبلة أو أن تعطي ظهرك لها . ولكن نلاحظ الآن بعض البنايات لا تراعي هذا أو تتحصل على سكن ولكن لا يحسبون لهذا الامر منذ بداية البناء في هذه الحالة كيف نتصرف في الامر أم أن هذا النهي من الاستحباب أو مكروه حتى يكون في الأمر سعة أجيبونا لأننا في حيرة من هذه المسألة (وفي أقرب وقت ممكن) وجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم؟

حكم وضع دورات المياه تجاه القبلة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :

فالجواب : أنه يجوز استقبال القبلة واستدبارها في البنيان وقال به العباس وابن عمر رضي الله عنهما وبه قال قال مالك والشافعي([1])والأصل في هذا ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنه ذُكرَ عندَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قومٌ يَكرَهونَ أن يستقبلوا بفروجِهمُ القبلةَ فقالَ :”أراهم قد فعلوها استقبلوا بمقعدتي القبلةَ”([2])والأصل فيه ما ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى حاجته وهو في بيت زوجته حفصة مستقبلا القبلة ([3]). وعلى هذا فلا بأس إن شاء الله إذا كان هذه دورات المياه تجاه  القبلة ولكن لو تيسر  جعلها عكس القبلة فذلك هو الأفضل  وما دام أن الناس تعودوا على جعل هذه الدورات عكس القبلة فهذا من العادات  الحسنة  .

هذا فيما يتعلق بالمنازل والبيوت أما في حال البراري والصحارى فلا يجوز استقبال القبلة بقضاء الحاجة والأصل فيه ما رواه أبو أيُّوبَ الأنصاريِّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: “إذا أتيتُم الغائِطَ فلا تستقبِلوا القِبلةَ، ولا تَستَدبِروها ببولٍ ولا غائِطٍ، ولكِن شرِّقوا أو غَرِّبوا”([4]) ففي الحديثِ إشارةٌ أنَّ المرادَ النَّهيُ عن استقبالِ القِبلةِ واستدبارِها في الفَضاءِ([5]).

       والله تعالى أعلم

 

[1] المغني لابن قدامة ج1 ص 120.

[2] أخرجه الإمام أحمد في مسنده(163) والصحيح أنه مرسل.

[3] – أخرجه البخاري برقم : (145) ومسلم برقم : (266).

[4] رواه البخاري (394) واللفظ له، ومسلم (264).

[5] ((إحكام الأحكام)) لابن دقيق العيد (ص: 38، 39).