سؤال من الأخت نرجس من الجزائر، يقول: صلاة الاستخارة تكون في كل أمر نقبل عليه، كالعمل والزواج و السفر أو تكون فقط في الأمور التي نتردد فيها؟

هل صلاة الاستخارة تكون في كل أمر نقبل عليه

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالعبد غالبًا ما يعزم في أموره فيعمل ما يراه نافعًا له، من بيع وشراء أو سفر أو زواج و نحو ذلك ما يعزم فيه، ولكنه قد يتردد في فعل ما، فيريد أن يسافر إلى بلد ما ولكنه يتردد في السفر إليه، و يريد أن يتزوج امرأة بعينها ولكنه يتردد في خطبتها، ويريد أن يشتري منزلًا بعينه ولكنه يتردد في شرائه، فمن هنا يسن له الاستخارة، فيصلي ركعتين ويدعو الله ويستخيره راجيًا منه عونه في تحقيق ما يتطلع إليه أو صرفه عنه، وذلك بالدعاء الذي علمه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأمته كما رواه البخاري:( اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ؛ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ “([1]).

هذا في العموم، أما عن سؤال الأخت، فالاستخارة تكون فيما يتردد فيه العبد كما ذكر، كالعمل أو الزواج أو السفر ولكنه لا يعزم فيه، فيستخير الله ويطلب منه أن يهديه إلى ما فيه الخير له.

فالحاصل أن الاستخارة فيما يتردد العبد في عمله. والله – تعالى- أعلم.

 

[1] رواه البخاري برقم(1162).