الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن الطب الشعبي المتداول بين الناس أقسام:
القسم الأول: الطب النبوي، وهذا الطب يتكون مما وصفه أو استعمله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو أمر به، كقوله -عليه الصلاة والسلام- : «إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داءٍ دواءً، فتَدَاوَوْا، ولا تَدَاوَوْا بحرام»([1])، ومدحه-عليه الصلاة والسلام-للعسل، وأن فيه الشفاءَ، وقوله-عليه الصلاة والسلام-عن الحبة السوداء: «إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء، إلا من السَّامَ». قلت: وما السام؟ قال: «الموت»([2]).
هذا إلى جانب الأحاديث النبوية في هذا الشأن، فهذا الطب النبوي يسمى باسمه، وفيه خير كثير، وعلاج لكثير من الأمراض؛ لأنه من فيض رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى، وإنما هو وحي يوحى إليه، كما قال الله -عز وجل- : ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى﴾ (النجم:3).
القسم الثاني: الطب البديل، والمراد منه علاج الأمراض بعيدًا عن الأدوية التقليدية، ويمارسه أطباء متخصصون في علم الأمراض القديمة.
أما الطب الآخر المسمى الطب الشعبي فهذا مما تغلب فيه الشعوذة، ويمارسه المرتزقون الذين ليس لهم خبرة في علاج الأمراض، وأخطر ما فيه أقوال المشعوذين والسحرة وأمثالهم من الجهلة يستغلون العامة، فهذا الطب، وإن سمي بهذا الاسم، إلا أنه عَمَلٌ فاسد، يجب الحذر منه. والله -تعالى- أعلم.
[1] -أخرجه أبو داود برقم (3874) ، صححه السيوطي في الجامع الصغير، (١٦٩٠)..
[2] – أخرجه البخاري برقم (5678).