سؤال من الأخت ‏‎م.ي.من الجزائر، تقول فيه: في عصرنا، وبوجود التكنولوجيا من قنوات ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، أصبح من السهل جدًّا للمسلم أن يتعلم أمور دينه، لكن في الوقت نفسه كثيرًا ما يقع الانسان في حيرة من أمره، فقد يجد في الموضوع الواحد من يحرِّمُ، ويجد-أيضًا-من يحلل، وذلك كثيرًا ما يحدث، وهنا يحتار الإنسان فيما يختار، فتجد كل شيخ له أدلته التي تبرر صحة قوله، فكيف للمسلم أن يختار الصواب؟.

الاختلاف في الفتوى

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فإن ما ذكرتْه الأخت من الاختلاف في الفتوى معلوم، ولكنه اختلاف في الفروع، وليس في الأصول، فهذا يفتي بما يفهمه في مسألة ما، وذاك يفتي فيها خلاف الأول، فكل منهما يجتهد، وقد يكون هذا الاجتهاد غير مصيب، ولكن هذا لا يعني أن هذا يحرِّم ما أحل الله، أو يُحِلُّ ما حرَّمه الله، ولا شك في أن المستفتي قد يحار بين ما هو المناسب من هذه الفتوى أو تلك، فالواجب أن يستفتي أهل العلم الموثوقين، الذين يَعتمدون في فتاواهم على كتاب الله، وسنة رسوله محمد-صلى الله عليه وسلم-، وسنة خلفائه الراشدين، ومن اتبعهم من السلف الصالح، والأئمة الربانيين: أبي حنيفة، ومالكٍ، والشافعيِّ، وأحمدَ، وغيرِهم من العلماء الأبرار.