الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالصيام ركن من أركان الإسلام، فرضه الله فرض عين على العبد في قوله – تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183]، وقول رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)([1]). وفضائل شهر رمضان لا تحصى فيما يدخره الله للصائمين من الأجر والثواب، وقد ميز الله الصيام عن العبادات الأخرى بأنه سر بينه وبين عبده، والشاهد فيه قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى ما شاء الله، يقول الله: إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)([2]).
هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت، فالجواب: إن الصيام يجب على الصبي البالغ العاقل، والمراد بالبلوغ بلوغ الحلم، فإذا كانت علامات البلوغ لم تظهر عليه فلا يجب عليه الصيام، ولكن الأفضل تهيئته للصيام، إذا يؤنس منه قوة، وكان في حال لا يعجز عنه.
والله -تعالى- أعلم.
[1] – أخرجه البخاري برقم: (8).
[2] – أخرجه ابن ماجة برقم (1638)، صححه الألباني في صحيح ابن ماجه، (١٣٣٥).