سؤال من الأخت “م.ن” من الجزائر تقول: هل للأبوين المسلمين أجر إذا توفي ولدهما بعد الولادة مباشرة؟

هل للأبوين أجر إذا توفي ولدهما بعد الولادة مباشرة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فالجواب على السؤال أن للأبوين أجر عظيم إذا فقدا ولدهما، ذلكم أن للولد محبة عند والديه فهما يفرحان بعد ولادته، وينتظران كبره والأم خاصة تفرح به رغم ما تعانيه من الحمل والطلق عند الولادة، والأب يرى فيه أثرا بعد مماته فلهذا يحزنان إذا فقداه فهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يتمالك نفسه فذرفت عيناه عند موت ولده إبراهيم وقال: فيما روته ام سلمة -رضي الله عنها- (تدمعُ العينُ ويحزنُ القلبُ ولا نقولُ ما يسخطُ الرَّبَّ لَولا أنَّهُ وعدٌ صادقٌ وموعودٌ جامعٌ وأنَّ الآخرَ تابعٌ للأوَّلِ لَوَجَدْنَا عليكَ يا إبراهيمُ أفضلَ ممَّا وجدنا وإنَّا بِك لمحزونونَ)([1]).

ورحمة من الله بعباده وما ينال الوالدين من الحزن على فقد أولادهم الصغار أعظم لهم الأجر والشاهد فيه عدة أحاديث منها: ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه: يقولُ اللَّهُ تَعالَى: “ما لِعَبْدِي المُؤْمِنِ عِندِي جَزاءٌ، إذا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِن أهْلِ الدُّنْيا ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إلَّا الجَنَّةُ”([2])، ومنها ما رواه أبو موسى الأشعري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده، فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد)([3])، ومنها ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلَاثَةً مِن ولَدِهَا، إلَّا كانَ لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ فَقالتِ امْرَأَةٌ: واثْنَتَيْنِ؟ فَقَالَ: واثْنَتَيْنِ)([4])، ومنها ما رواه عتبة بن عبد السلمي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما من مسلمٍ يموتُ له ثلاثةٌ من الولدِ لم يبلغوا الحِنثَ إلا تلقوه من أبوابِ الجنَّةِ الثمانيةِ من أيِّها شاء دخل)([5]).

فالحاصل مما ذكر أن للأبوين أجر عظيم إذا فقدا ولديهما وذلك رحمة الله من الله عز وجل بعباده.

والله تعالى أعلم

[1] -أخرجه ابن ماجه (1589) واللفظ له، والطبراني (24/171) (433) وقال الألباني حسن.

[2] -أخرجه البخاري (6424).

[3] – أخرجه الترمذي (1021) وقال الألباني: صحيح أو حسن.

[4] – أخرجه البخاري برقم: (101).

[5] – أخرجه ابن ماجه (1604) واللفظ له، وأحمد (17639) وقال الألباني أسناده حسن.