الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،
فالجواب : أن العلاقة بين الزوج وزوجته محكومة بثلاثة أمور : الأمر الأول : أن الزواج سكينة لكليهما والسكينة تعنى حسن العلاقة والأمر الثاني : أن الزواج مودة بمعنى وجود علاقة حسنة بين الزوج وزوجته، والأمر الثالث : أن العلاقة بين الزوج وزوجته رحمة لكليهما والرحمة تعني وجود تعاطف بينهما فإذا تعاشر الزوج زوجته بحكم هذه الأمور الثلاثة أصحبت العلاقة بينهما علاقة أبدية لا تنتهي إلا بموت أحدهما عن صاحبه. ومن أسس السكينة والمودة والرحمة، رحمة الزوج لزوجته ورحمتها له كذلك وقد بين الله عز وجل ذلك لعباده بقوله : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(الروم:21).
ومن أسس التفكر في آية الله العظيمة ما يجب على الزوج وزوجته من المعاشرة الحسنة ومن أهمها رحمة الزوجة عند مرضها وما يقتضيه هذا العلاج من نفقة فلا يتصور أن يمتنع الزوج عن علاج زوجته وهو يراها تتألم من المرض وتحتاج إلى علاجه لهذا أرى أن الزوج ملزم بعلاج زوجته حقا من حقوقها ليس من جهة الأخلاق فحسب بل من جهة الواجب المترتب على الزوج بحكم الميثاق الذي عقد بينهما.
والله تعالى أعلم.