سؤال من الأخت” م.ل ‎” من الأردن تقول: ما حكم اقتناء الدباديب والعرائس (اللعبة) للأطفال؟

الدباديب والعرائس لعب الأطفال

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،

أما بعد:

فهذه الدمى معلومة في مختلف الحضارات المراد منها  لعب الطفل بها واللعب بها وقد اختلف الفقهاء رحمهم الله  حول جواز ها من عدمه فمنهم  من يرى جوازها بحسبها مجرد لعبة ليس فيها مضاهاة خلق الله ولا تشبه بخلقه والأصل عندهم ماروته عائشة رضي الله عنها  :”كُنْتُ ألْعَبُ بالبَنَاتِ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَ لي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ منه، فيُسَرِّبُهُنَّ إلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِ” وما روته أيضا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ” قَالَتْ : ” قَدِمَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَة تَبُوك أَوْ خَيْبَر ” فَذَكَرَ الْحَدِيث فِي هَتْكه السِّتْر الَّذِي نَصَبَتْهُ عَلَى بَابهَا قَالَتْ : ” فَكَشَفَ نَاحِيَة السِّتْر عَلَى بَنَات لِعَائِشَة لُعَب فَقَالَ : مَا هَذَا يَا عَائِشَة , قَالَتْ : بَنَاتِي . قَالَتْ : وَرَأَى فِيهَا فَرَسًا مَرْبُوطًا لَهُ جَنَاحَانِ فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قُلْت فَرَس . قَالَ فَرَس لَهُ جَنَاحَانِ ؟ قُلْت : أَلَمْ تَسْمَع أَنَّهُ كَانَ لِسُلَيْمَان خَيْل لَهَا أَجْنِحَة ؟ فَضَحِكَ:([1]).

ويرى الفريق الثاني من الفقهاء عدم جوازها . وقالوا: إن البنات اللاتي عند عائشة ليست مجسمة، وإنما هي على عادة العرب في إيجاد لعب من عظام، أو أعواد تلبس ملابس كأنها صورة، وليست مصورة.

 وأقول والله أعلم  بجواز هذه اللعبة لأنها مجرد لعب للأطفال ولا يراد منها مضاهاة خلق الله وإنما هي لتسلية الأطفال فلا حرج  فيها .

والله تعالى أعلم

[1] – أخرجه أبوداود برقم (22813) ، وصححها الألباني في غاية المرام (129).