سؤال من الأخت م.ع. من الجزائر، يقول : ما حكم إزالة شعر وجه المرأة وشعر جسمها بالليزر؟

إزالة شعر وجه المرأة وجسمها

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

 فقد خلق الله الإنسان وركبه وصوره في أحسن تركيب وأحسن صورة؛ لقوله -عز وجل-  : (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)(التغابن:3). وقوله -عز ذكره- : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)(التين:4). فالإنسان -بحكم خلقه وصورته التي صورها الله- لا يجوز له التصرف في هذا الخلق وهذا التصوير؛ لأنه في ذلك يعد متعديًا على صنع الله وخلقه؛ ولهذا حرم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – توصيل الشعر والوشم والنمص وتفليج الأسنان، وذلك فيما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: «لعن الله الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله» فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها  أم يعقوب، فجاءت فقالت: إنه بلغني عنك أنك لعنت كيت وكيت، فقال: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ومن هو في كتاب الله، فقالت: لقد قرأت ما بين اللوحين، فما وجدت فيه ما تقول، قال: لئن كنت قرأته لقد وجدته، أما قرأت: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: 7]؟ قالت: بلى، قال: فإنه قد نهى عنه، قالت: فإني أرى أهلك يفعلونه، قال: فاذهبي فانظري، فذهبت فنظرت، فلم تر من حاجتها شيئًا، فقال: لو كانت كذلك ما جامعتها)([1]).

  هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت، فإن كان في شعر الحاجبين زيادة غير مألوفة تسبب للمرأة ضررًا نفسيًّا أو صحيًّا فلا حرج- إن شاء الله- في إزالة هذا بقدر الضرورة. أما إن كان المقصود؛ ابتغاء الحسن والزينة، وقصدًا لجمال فهذا من تغيير خلق الله، وهو ما يريده الشيطان حين قال : (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ)(النساء:119). فقال  -عز وجل-  ردًّا عليه : (وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا،يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا )(النساء:119-120).

[1] – أخرجه البخاري برقم : (4886).