سؤال من الأخت م.س. من مصر، عن حكم نتف شعر الحاجبين من المرأة.

حكم نتف الشعر من الحاجبين للمرأة

هذا النتف لا يجوز؛ لأنه من النمص وهو محرم، وقد لعن الله من يفعل ذلك، ففي الحديث الصحيح قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ” (رواه مسلم 2125).

الأخت س زن.  تعلق قائلة:

سمعت بعض المشايخ يقولون إن نتف شعر الحاجب كله وإعادة رسمه هو المحرم، أما نتف بعض الشعر الحاجب لترقيقه فجائز …هل هذا صحيح ؟

نتف شعر الحاجبين محرم – كما ذكرنا –  و العلة في تحريمه أن فيه تغييرًا لخلق الله، و هو ما يحاول إبليس إضلال العبد و إغراءه به،    وذلك فيما ذكر الله -عز و جل- عنه بقوله : ( و لأضلنهم و لأمنينهم   ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ) (النساء : 119 ) و بعد لعنة الله له على قوله هذا، قال الله -عز ذكره -( ومن يتخذ الشيطان وليًّا من دون الله فقد خسر خسرانًا مبينًا  *  يعدهم و يمنيهم و ما يعدهم الشيطان إلا غرورًا ) ( النساء : 119-120) فنتف الشعر إذًا محرم لهذا السبب، و قد ورد التأكيد على هذا التحريم في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-(( لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ”)) و المراد بهم من ينتفون شعر حواجبهم للزينة ، و التحايل على نتف الشعر بترقيقه و نحو ذلك من أنواع التحايل لا يغير في حكم التحريم ، و ذلك أن الله -عز و جل- لا يحرم شيئًا على عباده إلا و هو أعلم بما ينفعهم و ما يضرهم ، و لو فُرِضَ جدلاً أن هذا الشعر يسبب ضررًا بسبب طوله مثلاً وامتداده إلى الجبين، أو وجود تشوه خلقي جاز تقصيره بما يرفع الضرر؛ وفقًا للقاعدة الشرعية الضرر يزال.

حكم صناعة الملابس العصريّة، التي لا تستر العورة للمرأة المحجّبة

895-سؤال من الأخت سارة من الجزائر، يقول: ما حكم صناعة الملابس العصريّة، التي لا تستر العورة للمرأة المحجّبة؟

ستر العورة مما أمر الله به عباده في قوله -تعالى-: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) (الأعراف: 31)، والمقصود بالزينة اللباس، وهذا اللباس يجب أن يكون ساترًا للعورة. فقد سأل الصحابي سلمة بن الأكوع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قائلًا: يا رسول الله، إني أكون في الصيد، أفأصلي في القميص الواحد؟ قال: (نعم، وازرره، ولو بشوكة)( 1). وعورة الرجل من السرة إلى الركبة، كما جاء في الحديث الصحيح،  أما المرأة فكل جسدها عورة، ويجب عليها ستره، ما عدا الوجه والكفين، والأصل فيه قول الله -تعالى-: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ) (النور: 31)، والأصل فيه أيضًا أن أم سلمة -رضي الله عنها-سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتصلي المرأة في درع وخمار بغير إزار؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (إذا كان الدرع سابغًا، يغطي ظهور قدميها)( 2).

إذًا فستر العورة مما يجب على المسلم: ذكرًا أو أنثى. وهذا يجب أن يكون على سائر الجسد، حسبما يعتاده الناس في زمانهم ومكانهم، كالثوب، أو البنطال،  أو نحو ذلك، فكل ما يتجمل به المسلم، سواء في صلاته، أو في سائر حياته، من غير سرف أو مخيلة، يعد واجبًا؛ استدلالًا بما أمر الله به في الآية السابقة.

أما قول الأخت بأن الملابس العصرية لا تستر عورة المرأة، فهذا مما عمت به البلوى في هذا الزمان، والواجب على المرأة أن تستر سائر جسدها أمام الرجال، حتى لا تكون عرضة للفتنة والإثم، وهو ما حذر منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-بقوله: (واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)(3 ).

(1)أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب في الرجل يصلي في قميص واحد برقم (632)، وابن حبان في صحيحه  (6/71)، برقم (2294).

(2) رواه مسلم.

(3)أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب أكثر أهل الجنة الفقراء، وأكثر أهل النار النساء، وبيان الفتنة بالنساء برقم (2742).