سؤال من الأخت” م.س” من الجزائر، تقول: ما حكم البقاء مع زوج كان مسجونًا، ولما خرج من السجن صار فقيرًا لا يقدر على الإنفاق على نفسه ولا على زوجته، وكونه يصلي مرة ولا يصلي مرة أخرى؟

بقاء الزوجة مع زوج لا يداوم على الصلاة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

 فظاهر السؤال أن زوج الأخت كان مسجونًا، ولما خرج من سجنه أصبح عالة على نفسه وعلى من يعول، كما أصبح يصلي مرة ولا يصلى مرة أخرى.

 والجواب أن السجن تقييد لحرية الإنسان وحركته، وهو مؤلم لنفسه خاصة إذا كان هذا السجن لمدة طويلة؛ ولهذا يحتاج إلى وقت لتأهيله ليعود إلى حياته قبل سجنه، وتعمل بعض الدول على هذا التأهيل، فتشعره أن السجن مجرد إصلاح وليس عقابًا له، وربما أعطت له بعض المال لمساعدته على الإنفاق  على نفسه ومن يعول .

 هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت فلا يلام زوجها على تقصيره في الإنفاق عليها وعلى من يعولهم؛ لأنه كان مقيد الحركة والعمل؛ فالواجب في هذا إعطاؤه فسحة من الوقت ليدبر أمره، فيعمل ويقوم بواجب نحو نفسه ومن يعولهم. أما مسألة تركه للصلاة فهذا لا يجوز، بل يلام على ذلك، فليست الصلاة مجالًا للتهاون فيها، فهي أحد أركان الإسلام، ومن ضيعها ضيع أمر دينه. ولا شك في أن للسجن آثارًا في تصرف المسجون بعد خروجه من السجن، والواجب في هذا منحه  الوقت الضروري لكي يتمكن من تأهيل نفسه بعد السجن، والواجب على زوجته وأسرته أعانته بما يؤهله للعمل والحركة، فيؤمر بالموعظة الحسنة إلى الصلاة وعدم التهاون فيها؛ لما في ذلك من العقاب الشديد.

                 والله -تعالى- أعلم.