سؤال من الأخت م.ز.‎‏ من الجزائر، تقول فيه: آلموسيقى الهادئة حرام، أم جميع أنواع الموسيقى حرام بصفة عامة؟، وكيف نفرق بين ما هو مباح وما هو حرام من أنواع الموسيقى؟.

حكم الموسيقى

  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالمهم أن تكون نظرة العبد إلى هذا الأمر أو ذاك مبنيةً على قواعد الإسلام، ومن هذه القواعد: الأخلاق، فقد كانت دعوة رسول الله-صلى الله عليه وسلم – ورسالته وسلوكه مبنية على هذه الأخلاق، قال الله -عز وجل- فيه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (القلم:٤)، من هنا فإن كل عمل من أعمال العبد -إذا لم يكن مبنيًّا على هذه الأخلاق- فهو عمل خاطئ، ومردود عليه، ومن : سماع أو فعل كل ما يثير الغرائز فيه، أو يدفعه إلى أي سلوك يخالف الأخلاق، فهذا كله غير جائز بصرف النظر عن المسميات، ولا شك في أن العبد سوف يُسأل عن سلوكه في حياته، وسوف يحاسب عليه، فالمهم إذًا ضبطه لهذا السلوك، وجماع القول: أن المفاهيم السليمة لا تختلف فيما يجب أن يكون عليه العبد من الأخلاق، أي: أن أي عمل يصدر عنه، ويلهيه، أو يفسد سلوكه، أو يثير غرائزه، سواء كان هذا عن طريق الموسيقى أو الأغاني أو الرقص أو أي فعل مشابه، فهو محرم، والأصل في هذا قول الله –تعالى-: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ (لقمان: ٦).

هذا الجواب في العموم، أما الجواب عن سؤال الأخت فالموسيقى تصدر عن آلة يلعب بها العبد بأصابعه كأي آلة أخرى، من هنا يكون الاختلاف في المفاهيم، فمن يرى هذا اللعب جائزًا يراه الآخر محرمًا، وعلى أي حال فإن اللهو المُضِلَّ، وكُلَّ ما يثير الغرائز، ويؤثر في السلوك السوي يكون محرمًا، سواء كان عن طريق الموسيقى أو غيرها، والله – تعالى- أعلم.