الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد:
فالجواب : أن الله-عز وجل-خلق الإنسان، وخلق الحيوان، ولكل منهما خصائص وفوائد، ومن هذه الخصائص: التوالد والتكاثر لحفظ النوع، وهذه سنن الله-عز وجل-في خلقه، والتجاوز على هذه الخصائص يعد تجاوزا على حكمة الله وسننه في خلقه، وقد تعهد الشيطان أن يفسد الخلق نكاية بآدم-عليه السلام-، فقال-عز وجل-فيما حكاه الله عنه: ﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا﴾ (النساء: 119).
وقد حرم رسول الله-صلى الله عليه وسلم-التجاوز على سنة الله في خلقه وتدبيره فيهم فيما رواه أبو هريرة-رضي الله عنه-أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: «دخَلَتِ امرَأَةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ ربَطَتْها، فلَمْ تُطْعِمْها، ولَـمْ تَسْقِها، ولَـمْ تُرْسِلْها فتَأْكُلَ مِن خَشَاشِ الأَرْضِ»([1]).
هذا في عموم المسألة، أما عن السؤال فلا يجوز تعقيم القطة المشار إليها؛ لأن ذلك تَعَدٍّ عليها، فهي مثل الإنسان تريد الإنجاب، فتعقيمها يعد اعتداءً عليها، فإذا كانت السائلة تضيق بها وبإنجابها فلْتَتْرُكْها في مكان بعيد في أرض الله. والله-تعالى-أعلم.
[1] أخرجه البخاري بعد الحديث (3318)، ومسلم (2619)، وابن ماجه (4256)، وأحمد (7547)، واللفظ له.