الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب: أنه إذا تأكد أن هذا الرجل أصاب بعينه-شخصا-آخر، فالواجب إخباره أن عينه قد أصابت غيره، وعليه أن يغسل ذراعيه ويديه، ويُرَشَّ بها على المعيون، والأصل في هذا ما رواه أبو أمامة سهل بن حنيف-رضي الله عنه -: “مرَّ عامرُ بنُ ربيعةَ بسَهلِ بنِ حنيفٍ وَهوَ يغتسلُ، فقالَ: لم أرَ كاليومِ ولا جِلدَ مُخبَّأةٍ، فما لبثَ أن لُبِطَ بِهِ، فأُتِيَ بِهِ النَّبيُّ-صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ-، فقيلَ لَهُ: أدرِك سَهلًا صريعًا، قالَ: «من تتَّهمونَ بِهِ»؟ قالوا: عامرَ بنَ ربيعةَ، قالَ: «علامَ يقتلُ أحدُكم أخاهُ؟ إذا رأى أحدُكم من أخيهِ ما يعجبُهُ فلْيَدْعُ لَهُ بالبرَكةِ»، ثمَّ دعا بماءٍ، فأَمَرَ عامرًا أن يتوضَّأَ، فيغسلَ وجْهَهُ، ويديْهِ إلى المرفقينِ، ورُكبتيْهِ، وداخلةَ إزارِهِ، وأَمَرَهُ أن يصبَّ عليْهِ”([1]).
أما إذا لم يكن العائن معروفا، ولكنَّ هناك عينًا، فيتعوذ منه، والأصل في هذا قول الله-عز وجل-: ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ (الفلق: 5). والله-تعالى-أعلم
[1] – أخرجه النسائي في السنن الكبرى (7617)، وابن ماجه (3509)، واللفظ له، وأحمد (15980)، صححه الألباني في صحيح ابن ماجه، (٢٨٤٤).