سؤال من الأخت م.ت. من الجزائر، يقول: هل يجوز للمرأة في زمن الحيض أن تستقبل القبلة وتقرأ دعاء الاستخارة دون صلاة الاستخارة؟

قراءة الحائض لدعاء الاستخارة

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

   فمن حيث العموم، لا يجوز للحائض مس المصحف أو قراءة القرآن. هذا ما عليه جمهور العلماء، وقيل يجوز لها أن تقرأ شيئًا من، مثلها في ذلك مثل الجنب، وقال بهذا الإمام ابن حزم([1]) والإمام البخاري والطبراني([2]). قال البخاري: قال إبراهيم: لا بأس في أن تقرأ الحائض الآية([3]) ،قال الحافظ ابن حجر: “لم يصح عند البخاري شيء من الأحاديث الواردة في منع الجنب والحائض من القراءة”([4]). وقال ابن عباس – رضي الله عنهما- لا بأس للجنب من القراءة، فكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يذكر الله على كل أحيانه([5]).

   فعلى هذا يجوز للأخت قياسًا على ما ذكر أن تدعو دعاء الاستخارة، وتستقبل القبلة وتدعو بما تشاء، كل هذا لا بأس به إن شاء الله، المهم ألا تمس المصحف، أما أن تقرأ آية أو آيات من القرآن، أو تدعو بما تشاء من الأدعية المأثورة فهذا كله مما لا بأس به، إن شاء الله.

 

[1]– ((المحلى)) (1/94).

[2]–  ((فتح الباري)) لابن حجر (1/408).

[3]– ((فتح الباري)) لابن حجر (1/408).

[4]– ((فتح الباري)) لابن حجر (1/408).

[5]– رواه مسلم في كتاب الحيض، باب ذكر الله تعالى في حال الجنابة وغيرها 1/ 282 (373).