الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فشهر شعبان من أفضل الشهور، فهو مقدمة لشهر رمضان، وصيامه وقيامه، وفي حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: أن رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كان يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ([1])، وهذا دلالة على أن في العبادة فيه أجرًا كبيرًا، وكان -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((اللَّهمَّ بارِكْ لَنا في رجبٍ وشعبانَ وبلِّغنا رمضانَ))([2]).
هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت فلا أعلم أن هناك خصوصية الصدقة في شهر شعبان، ففي العبادة فيه أجر كبير، سواء كانت هذه العبادة صدقة أم برًّا بالوالدين والأقارب، والإحسان إلى الأيتام والمحاويج والضعفاء، أم كانت هذه العبادة في الذكر أو نحوه من الأعمال الصالحة، فكل هذا مما يدخره الله للعبد.
والله -تعالى- أعلم.
([1]) أخرجه البخاري، كتاب: الصوم، باب: صوم شعبان، برقم: (1969)، (3/38)، ومسلم، كتاب: الصيام، برقم: (1156)، (3/160).
([2]) أخرجه أحمد، برقم: (2346)، (4/180)، والبزار، برقم: (6496)، (13/117)، والطبراني في الأوسط، برقم: (3939)، (4/189)، واللفظ لهما، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع، برقم: (4395)، ص: (637).