سؤال من الأخت م.ت. من الجزائر، تقول: هل أستطيع أن أخرج عن أختي الفقيرة المريضة فدية صيامها؛ لأنها مريضة لا تستطيع أن تصوم؟

أخرج الفدية عن المريضة الفقيرة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالمفهوم من السؤال أن للأخت السائلة أختًا مريضة وفقيرة، وتسأل عما إذا كان لها أن تخرج شيئًا عن أختها.

والجواب: أن المرأة إذا كانت مريضة مرضًا شديدًا لا يرجى برؤه، كما لو كانت فاقدة للوعي، فلا شيء عليها من صيام أو غيره؛ لأنها ممن رفع الله عنهم القلم. أما إذا كان مرضها يرجى برؤه فتفطر وتصوم إذا استشفيت؛ لقول الله -عز وجل-: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة:185]، وإن كانت هذه المرأة فقيرة فلا شيء عليها من فدية عليها لفقرها؛ لأن الله -عز وجل- لم يكلف نفسًا إلا وسعها في قوله -عز وجل-: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ} [البقرة:286].

كما أنه -عز وجل- جعل التقوى مع الاستطاعة في قوله: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16]، فلا يلزم المرأة شيء ولا تحتاج أختها إلى مساعدتها في دفع الفدية.

والله -تعالى- أعلم.